ربما اشتعلت أنتَ
ربما اتقدت
في قلبكَ جمرة
فاستطعتَ أن ترى
في العتمة ...
قوس قزح
***
ربما نظرتَ
في عينين خضراوين
فرأيت سهوب العمر
وجميع شطآن هذا الكوكب.
***
ربما أطل عليك وجه
كأنه الرؤيا
فلمحت فيه
أجمل ماكان
وأصدق ما يمكن أن يكون
ربما وضعت رأسك
على كتف
فاطمأنيت كطفل
وانبجس في شرايينك
كل حنان الأرض
وشعرت...
بدفء الله.
***
ربما احتوت كفُّكَ
أنامل
طرية كوجنة رضيع
فعانقت المسامُّ المسامَ
ونزفت دماؤك
من تحت الجلد
وأحسست
أن شعر يدك الخشن
صار بساتين
كحقول السماء
***
ربما التقت في عينيك
أحلى أشياء العمر:
شمس دمشق
تغرب ..
خلف البيوت العتيقة والمآذن
وعينان
تجتاحانك
كسيل
يجرف معه
كل زهور الأرض.
***
ربما .. وقفت هناك
في وجه قاسيون
واحتويتَ صدراً
أحنى عليك من أمّ
***
ربما .. جلست هنا...
على كتف بردى
يغمرك شميم الربوة
من كل جنب
فشعرت
بأن شيئاً ما
يحترق في أعماقك
وتمنيت أن تمد يدك
لتضغط على يد
تشبه عنقوداً
من ياسمين الشامْ
***
ربما خفق قلبك بشدة
كفؤاد ابن أربعة عشر
فشعرتَ
أن ضربة واحدة أخرى
تكفي لأن توقفه ...
ربما امتلأ صدرك بالحب
مثل كأس طفحت
وشرعت تفيض..
***
ربما وجدت رأسك
ذات يوم
فارغاً
إلا .. من صورة واحدة
خاوياً
إلاّ من فكرة ملحة
***
ربما وضعت معصمك
على الأذن
ورحت تصغي
إلى نبض دمك
فلم تسمع
سوى الأغنية التي
استوطنت في الشرايين.
***
ربما ...
حدث هذا كله
ولكن...
هل كنت تعرف
قبل ذلك
أن هذا مايمكن أن يجري
حين اخذت تتمشى
في تضاريس العيون الخضر؟
***
وهل سبق لك
أن تعلمت
كيف تبتلع سكينا
بحدَّينِ قاطعين
وهل أخبرك أحد
أن الحب ممنوع
في بلدنا
كالصدق والحشيش؟
ربما؟
ربما.... ماذا؟؟
قف على قدميك
واملأ رئتيك بهواء صباحك الجديد
وتابع رحلتك دون كلل
ولاتحمل شيئاً
على كتفك...
سوى اسم من تحب
رغم أنك سائر
في طريق "الجلجلة"
واملأ جيوبك
بالخبز الذي صنعته حبيبتك
فلابد أن تأكلا منه...
على مائدة واحدة ...
ذات يوم.....