السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي يقول (خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه)
مــدخــل
بالأمــس
كــنا نـرى بـراءة الأطــفال تعــلو وجــوههم الممـزوجـة بالحــياء ,
ومراهقـةً بريئـة , وشباباً طموح , وشيخوخـةً قوية .. أمـا اليــوم
أصبحـنا نـرى طفولة ضائعـة , ومراهقـة منحرفة , وشباب كسول , وشيخوخة
مبكره وضعيفة
بالأمـس كان الطـالب يكــد ويجتهـد ويكـافح من أجـل
العــلم يعـتمد على نفــسه ؛ قال صلى الله عليه وسلم (من غـشنا فلـيس
منـا) .. كان يهـابُ أستـاذه .. أما اليـوم أصـبح لا يهتم بالدراسة
ويعتمـد على غــيره .. " المعـلم" لايكـاد يسلم من أذى لـسانه سراً
وعـلناً فإن تأخر عن دخول الفصل سعُد الطلاب فقلبوها عرساً .
]
بالأمــس
كان المـعلم مخـلص ومتفاني في عمـله , قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله
تعالى يحب إذا عمـل أحدكم عمـلاً أن يتقـنه ).. لا يهمـه المـال بل كـان
همّـهُ هو تنـشئـة أجــيال تفتخـر بها الأمـة ويُـعتمد عليها .. أما
اليـوم فـشغـله الشـاغل هو المال , لا يهمـه إن كان قد استـوعب جمـيع
الطـلاب الدرس
بالأمــس كانت الفــتاة " الحــياء يمـشي على
رجـليه " تتكـلم معـك بأدب واحـترام لا تحـاول قط أن ترفـع صوتهـا ولا
تستطيع أن ترى ظفرها من حشمتها الكاملة ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم
( والحياء شعبة من الإيمان ) , كانت ربة منزل ماهرة، يزينها الحيـاء
والأدب ، مستترة .. أما اليــوم أصبحـت مــتبرجـة تـُـظهـر محاسنها وتصـم
أذنيـك من قهقهـتها .. أصبحـن كاسيات عاريات مائلات ممـيلات
بالأمـس
كان الـشاب يــستحـي ويغـض بــصره إن رأى فــتاة تمـشي في الشـارع (قـُل
لِّلمُؤْمِـنِينَ يَغُـضُّـوا مِنْ أبْصَارِهِمْ) .. أما الـيوم تجــده
يتمـعن في النظـر إلــيها , تجـدهم طوابــير أمـام مـدارس الفتيــات كل
منهـم يحـاول انتهـاز الفـرصـة للوقوع بإحـداهن
بالأمـس
كانت الجـامعـة مكــان له هــيبتـه , لا يدخـله إلا طــالب العـلم فهي
مـستقـبله.. أما اليـوم فأصـبح مكـان لكل من هـبَّ ودب أصبح مُـلتقى
العـشاق .. ملتـقى الفـُسق والفجـور .. مـلتقى الفـواحـش .." على عــينك
يا تاجـر"
جيران الأمـس كانوا هم العائلة , نزور
بعضنا , نخاف على بعضنـا , ندافع على بعضنـا . دائمـاً في السـراء
والضـراء , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( مازال جبريل يوصيني
بالجار حتى ظـننت أنه سيورثه ) .. أما جيران اليوم فبالكاد يرد السلام ,
أغراب على بعض حتى اسمـه لا تعـرفه
بالأمـس كان الحـب لا يسقـي الأجــساد بل يسقي الأرواح .. أما اليـوم فهي مجـرد لعـبة ؛ يُـشقي الأرواح ويسقـي الأجـساد
بالأمـس كانت هـناك رفقـة صالحـة .. أما اليـوم فأصبحـت عمـلة نادرة من الصعـب إيجـادها
بالأمــس
كــان اللــيل لــيلاً والنهـار نهـاراً (وَجَـعَلْنـَا الَّـيْلَ
لِـبَاساً وَجَعَـلْنَا النَّهـَارَ مَعَاشاً) .. أما اليـوم أصـبح الليـل
نهـاراً والنهـار لــيلاً , حتى الأطــفال الرضـع ينامـون نهـاراً ويبقـون
في اللـيل مستيـقظــين !
كلُّ جــيلٍ أصعــبُ من جــيل
كَـثـُرت الفـواحـش وعمَّ أرجـاء البـلد حتى الأمـان بدأ يقـل تدريجـيـاً
كَـثـُرت الأوبئـة والأمـراض وكـَـثـُر المـوت ؛ وما زلـت يا بني آدم غافل !
مخـرج
حاسـب نفـسك قـبل أن تـُحاسَـب
وقفــة
راقـبْ أفكـارَكَ لأنها ستُصبـِحُ أفعـالاً...
راقـبْ أفعـالَكَ لأنها ستُصبِـحُ عادات...
راقـبْ عـاداتكَ لأنها ستُصبـِحُ طِبـاعاً...
راقـبْ طِبـاعَكَ لأنها ستُحـددُ مصـيرَكَ...
أسأل الله الهداية لي ولكم
نسأل الله ان يهدي شبابنا لما فيه صلاحهم
أسأل الله القوي العزيز أن يردّنا إليه رداً جميلاً